بيان بمناسبة ذكرى إنطلاقة الكفاح المسلح (٥٧)

بسم الله الرحمن الرحيم

 المؤتمر الاسلامي الإرتري

بيان بمناسبة

ذكرى إنطلاقة الكفاح المسلح (٥٧)

أيها الشعب الإرتري البطل:

تمر علينا الذكرى السابعة والخمسون لإنطلاقة الكفاح المسلح للثورة الإرترية التي اتخذ فيها شعبنا القرار الحاسم لطرد المحتل الإثيوبي الاستعماري الذي جثى على صدره وأذاقه صنوفا من التنكيل والحرمان  والتشريد والتدمير لقراه ومدنه مستخدماً آلته العسكرية الغاشمة. وعمل جاهداً من أجل السيطرة على مقدرات إرتريا ونهب ثرواتها وتدمير شعبها والتحكم بموقعها الاستراتيجي الفريد على الساحل الغربي للبحر الأحمر المشرف على باب المندب ، رغم كل هذه الممارسات فإن الشعب الإرتري لم يستكن أو يستسلم وإنما اندفع نحو مقاومة المحتل الإثيوبي من أجل طرده من التراب الإرتري.

وفي لحظة تاريخية فاصلة أطلق الشعب الإرتري البطل ثورته المسلحة في سبيل التحرر والانعتاق من براثن الإستعمار في الفاتح من سبتمبر 1961م بقيادة البطل الرمز حامد إدريس عواتي وهو يتوق أن يعيش حياةً كريمة في وطنه حرًا ، بعيداً عن إذلال الاستعمار وجبروته وطغيانه.

وفي سبيل تحرير إرتريا منذ انطلاق الكفاح المسلح دفع الشعب الإرتري ثمناً باهظاً من شيوخه وشبابه قدموا أراوحهم فداءً للدفاع عن العرض والأرض ، وطرد الاحتلال الإثيوبي ولسان حالهم يقول:

إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ * فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ

فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ * كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ

وبالرغم من مرور سبعة وخمسين عاماً من انطلاقة الثورة الإرترية ونيل الاستقلال منذ سبعة وعشرين عاماً إلا أن شعبنا مازال يعيش في معسكرات التشرد والحرمان في السودان وإثيوبيا من جراء تحكم النظام الدكتاتوري على مقاليد الحكم في البلاد وسرقة مجاهدات شعبنا الأبي الذي قدم التضحيات الجسام من أجل الحرية والاستقلال ومنعه من العيش بسلام في وطنه ، وأغلق الأبواب على وجه شعبنا وحال دون عودته الى القرى والمدن التي أجبره الاستعمار من مغادرتها تحت ضغط سياسة الأرض المحروقة التي كان يتبعها الاستعمار الإثيوبي ضد الشعب الأعزل.

شعبنا الإرتري ...

يٌعرف التاريخ بأنه معرفة الماضي لفهم الحاضر واستشراف المستقبل إنطلاقاً من ذلك يتحتم علينا غرس المفاهيم والقصص والتاريخ الناصع والبطولات التي يفخر بها شعبنا عبر التاريخ والتي تم تخليدها من الجيل المؤسس في كل شبر من الأراضي الإرترية في مقاومة المحتل الإثيوبي لأبنائنا حتى تتوارث هذه البطولات ومفاهيمها وحتى لا تندثر بعوامل الزمن من جيلنا الى الأجيال القادمة لكي يتشربها لمعرفة تاريخ وطنه المجيد.

أيها شعبنا الأبي ...

ونحن في خضم هذه المناسبة البطولية من تاريخنا المجيد فإن وطننا ما زال يرزح في قبضة الدكتاتور الذي يمارس أبشع صنوف التعذيب على الشعب الإرتري من الاستقلال عام 1991م وحتى اليوم ، ويعيش شعبنا في الحرمان والسجون ، وما زال الهروب الجماعي مستمر على مستوى الأسر والأفراد إلى خارج البلاد ، تمر بلادنا اقتصادياً في أسوأ مرحلة من انعدام السيولة والتضيق على المواطنين في شتى مناحي الحياة.

وسياسياً فإن النظام الإرتري المجرم عبر تحالفاته الإقليمية المشبوهة أدخل الدولة في أتون أزمات متلاحقة غرباً مع السودان وتم إغلاق الحدود بين البلدين وهي رئة الشعب الإرتري في تجارته وبوابته المفضلة في جلب المواد التموينية الأساسية. وفي الجنوب الشرقي للبلاد أصبح مرتعاً للطيراني الإماراتي الذي يستهدف الشعب الأعزل ويضايقه في رزقه وحرمانه العمل في أراضيه في شواطئ البحر الأحمر . يأتي كل ذلك من جراء المصالح الشخصية لإسياس أفورقي وأعوانه دون وضع أي إعتبار لمتطلبات الشعب الإرتري.

إن هذا الوضع يدفعنا بأن نستمر في الجهود الجماعية لقوى المعارضة الإرترية لإزالة هذا النظام الذي أصبح كابوساً للشعب الإرتري وإرساء دولة القانون والحكم الرشيد حتى نكتب الفجر الجديد لشعبنا البطل ، وهذا لا يتأتى بالتمني وإنما بالعمل الدؤوب والاستعداد للتضحية فإنه لا يدرك المفاخر من رضي بالصف الآخر.

(وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ ) 

مكتب العلاقات الخارجية والإعلام

١/٩/٢٠١٨

 
01-09-2018
Print this page.
http://www.al-massar.com