إرتريا دولة السجون والمعتقلات

 إرتريا دولة السجون والمعتقلات:

دولة إرتريا الواقعة على الساحل الغربي للبحر الأحمر مهرت بدماء الشهداء من أجل تحريرها وبناء دولة الحق والعدل والقانون وسيادة الشعب في بناء مؤسساته الوطنية وتحقيق هويته الجامعة ولكن ومع خروج المحتل الإثيوبي وحتى يومنا هذا تكرس السلطات القائمة في أسمرا لونا واحدا مهيمنا على كافة مفاصل الدولة والمجتمع وضرب الوحدة الوطنية والهوية الجامعة في مقتل وتحويل الوطن لسجن كبير وحاكمه لسجان قاتل لشعبه في ظل صمت وتواطؤ كبير وإعادة تأهيل لنظام اشتهر بانتهاكاته الحقوقية ومغامراته السياسية الأسوأ عالميا. ومن أكثر القضايا حضورا في الوجدان الإرتري هذه الأيام قضية المعتقلين والمغيبين قسرا ودون محاكمة والذين مر على اعتقال بعضهم اكثر من عقدين من الزمان دون أن يعرف حقيقة أمرهم ومصيرهم ومن أجل التذكير بقضيتهم وتحريكها فقد درج الإرتريون على اعتبار هذا اليوم وهو الرابع عشر من أبريل من كل عام يوما للمعتقل الإرتري يتم فيه تناول قضية المعتقلين والمغيبين قسرا والتعريف بمعاناتهم وذويهم وتنبيه الشعب الإرتري وكافة أحرار العالم على هذه المأساة الإنسانية التي يجب أن يتحرك لها الناس كافة كل بحسب قدرته وطاقته فإنه لا توجد جريمة تتعلق بالإنسان أكبر من قتله حقيقة أو حكما وواقع الحال في إرتريا هو تكريس الجرائم ضد الإنسانية دون خوف من حساب أو عقاب ومن أمن العقوبة أساء الأدب كما يقال. 

ويأتي هذا العام تاريخ يوم المعتقل الإرتري والمنطقة كلها تموج كموج البحر وشعوبها ثائرة مطالبة بحقوقها المشروعة ورافضة للظلم والاستبداد والفساد ويجب ألا تكون إرتريا استثناء من هذه التحولات الكبرى في المنطقة مع أنها الأسوأ في كافة المجالات ويعد الشعب الإرتري من الشعوب الملهمة للثورات في أفريقيا ولا زال قادرا على العطاء والإبداع في مقاومة الدكتاتورية وصناعة المستقبل. 

وفي هذا اليوم المبارك نذكر الشعب الإرتري وكافة أحرار العالم بأهم ما يجب فعله تجاه المعتقلين والمغيبين قسرا وذلك في النقاط التالية:

1/ الاهتمام القانوني والحقوقي بقضية المعتقلين والعمل على تفعيل هذا الملف بكافة الطرق والوسائل المتاحة والممكنة وأنه ملف إنساني وحقوقي بعيدا عن التسييس ويشمل كافة المعتقلين دون تمييز بينهم ليكون ملفا جامعا ومشتركا إنسانيا وقضية وطنية عادلة. 

2/ أهمية التناول الإعلامي للقضية وباحترافية عالية من خلال التوثيق الشامل والدقيق والتناول الموضوعي لها خلال العام كله وعدم الاكتفاء فقط بهذه الأيام القليلة. 

3/ الاهتمام بالقضية في جوانبها الإنسانية وذلك بتفقد الأسر والاهتمام بها ورعايتها وتكوين المنظمات الراعية لذلك تعبيرا عن التضامن والتكافل الاجتماعي الذي يؤكد حقيقة الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. 

وختاما نسأل الله تيسير الأمر كله وتفريج الكرب إنه ولي ذلك والقادر عليه. 

د.حسن سلمان 

14/أبريل/ 2019م

 
14-04-2019
Print this page.
http://www.al-massar.com