الشيخ حسن سلمان : إنسداد افق النظام يجعلنا نزيد من توسيع آليات العمل المعارض ونستخدم كل الوسائل لتغيير النظام

رئيس المؤتمر الاسلامي الارتري المعارض في حوار مع (سودانيز اون لاين ) – (1 ) 

الشيخ حسن سلمان : إنسداد افق النظام يجعلنا نزيد من توسيع آليات العمل المعارض ونستخدم كل الوسائل لتغيير النظام

ترجيحنا لخيار العمل السلمي لا يعني تحفظنا علي الجهاد ضد اسياسي أفورقي لكن الظرف الاقليمي يصعب معه القتال المسلح

نوازن بين تطلعات شعبنا ... والرهان علي الدعم الخارجي يحتاج للكثير من الوعي السياسي

 

لا زال السجال والصراع دائرا ومنذ فترة طويلة بين نظام الحكم في اسمرا والتنظيمات السياسية المعارضة خارج ارتريا ورغم تطاول الامد والاجل إلا انه لا توجد أي فرصة في فتح نوافذ الحوار بين الحاكمين والمعارضين مما يجعل حالة الاستقطاب والتجاذب هي السائدة بين الجانبين ... فإلي أي مدي يظل النظام مصرا علي المضي في خطه دون أي طريق ثالث لا يعترف بالمعارضة ولا توجد مساحة للخصوم السياسيين ,, والي مدي تظل قوي المعارضة تتخندق في معسكراتها متمسكة بخيارات سلمية وعسكرية قد تؤدي الي أضرار هنا وهناك ؟؟ أسئلة كثيرة تدور في أذهان الشعب الارتري واصدقائه والمهتمين بالاوضاع وتقلباتها في الساحة الارترية كانت هي مدخلنا لحوار مطول مع رئيس المؤتمر الاسلامي الارتري المعارض الشيخ حسن سلمان الذي شغل العديد من المواقع المتقدمة في صفوف حركة الجهاد الاسلامي الارتري منذ ظهوره كنائب لرئيس المكتب السياسي ثم تقدم حتي وصل لمنصب نائب لرئيس الحركة لفترة 10 سنوات إلا انه اختار مفارقة الحركة عبر انشقاق قاده لتكوين الحزب الاسلامي الارتري وفق رؤي متقدمة ومستنيرة تزاوج ما بين الواقع الظرفي بتعقيداته وتشابكه وبين السند والنص الشرعي باعتبار ان الحزب والخلفية التي اتي منها الرجل (سلفية وسنية ) ... سودانيز اون لاين التقت الشيخ حسن سلمان خلال زيارته للخليج وأدارت معه الكثير من المحاور وقضايا الواقع السياسي الراهن بارتريا فماذا قال ؟ الاجابة عبر السطور أدناه ..

أجراه : الهادي محمد الامين

اعتمدتم في مقاومة نظام اسياسي افورقي علي استراتجية اسقاط النظام لكن خلال اكثر من 20 عاما فشلتم في اسقاطه ... هل يعود ذلك لقوة النظام أم ضعف في صف القوي المعارضة ؟

نتصور نحن في المعارضة ان الحالة الارترية يجب الا نعزلها عن التطورات السابقة المرتبطة باستلام الجبهة الشعبية لمقاليد الامورعبر ثورة مسلحة ووصولها للسلطة وهي حديثة عهد بالحكم لصالح شعب كان يتطلع لاخراج الدولة الناشئة لاعطائها متسع من النفس وفرصة للاختبار وكانت هناك حالة انتظار منذ العام 1991م لحظة دخول الثوار لارتريا وحتي العام 1993م لاستفتاء الشعب الذي انحاز للاستقلال كما ان الرأي والمزاج العام  كان هناك احساس من جانبه لعدم الاستعجال في الحكم علي السلطة الحاكمة وقتها حتي العام  1998م حيث حدث تحول مفصلي في الحالة الارترية خاصة خلال حرب اسياسي افورقي مع اثيوبيا في العام 2000م حيث فقد النظام مشروعيته الثورية كحركة تحرر وطني وانقلب حتي علي الدستور الذي أقر التعددية السياسية المقيدة  واجراء انتخابات برلمانية ورئاسية فقد جعل النظام من حرب (1998 – 2000م ) محاولة وذريعة  للانقلاب علي جملة الاوضاع بتكريس الديكتاتورية ومن ثم اختزلت الدولة في شخص اسياسي افورقي والشعب في الحكومة  وانتهت الحال الي ما هو عليه الامر الان ... لكن عموما بقاء النظام لا يعني بالضرورة قوته فالدولة متآكلة داخليا  وضعيفة في بنيتها (عسكريا واقتصاديا وسياسيا ) ولا توجد مؤسسات مجتمع مدني وفي الواقع فان الدولة متجهة حاليا لان تصنف من قبل المنظمات المهتمة بقضايا الدول والمجتمعات لـ( دولة فاشلة ) فالنظام لا يمتلك القوة لكنه افلح في ضرب مفاصل الشعب  والاحزاب والمجتمع المدني معتمدا علي مجموعة أمنية قمعية مسنودة بالحالة العامة من تزايد نسبة الفقر والاستياء العام وتدفق اللاجئين من ارتريا للدول المجاورة ... في المقابل لم تستطع المعارضة من جعل حالة ضعف النظام مصدر قوة بالنسبة  لها والسبب في ذلك يرجع لتناقضات قوي المعارضة وظهور صراعاتها وانشقاقاتها كما ان التجربة أثبتت ان الدول المجاورة التي نشأت فيها المعارضة لم تكن لديها الرغبة في تغيير النظام او دعم المعارضة مثل اثيوبيا والسودان وغيرهما حيث كانت تلك الدول تريد الابقاء علي الوضع بشكله الحالي وهذا قطعا يرجع لمؤشرات إقليمية محكومة بمعايير دولية فمن الواضح ان المؤشر الدولي لتغيير النظام لم يحن بعد !! لكن هذا لا ينتقص ولا يتنقض من دور المعارضة التي بذلت جهودا جبارة وعمدت علي حشد طاقتها لتجاوز خلافاتها والعمل علي مقاومة النظام لكن بالتاكيد فان الحراك كان محتاجا لقوة اسناد كبيرة لهزيمة واسقاط النظام وهو ما لم يتوفر لنا كتنظمات معارضة ..

لكن الا تعتبر ان الرهان علي الاسناد والقوي الخارجية له كلفة عالية وثمن باهظ يدفع لاحقا .. أو ربما دين تطالبون بسداده في يوم من الايام ولا يوجد اسناد لوجه الله تعالي ؟

قطعا فان أي عملية تغيير تأتي من الخارج نحن مقتنعون بان لها (ثمنا ) لكن كذلك نحن أمام معادلة صعبة بين هذا الخيار وفي مواجهة نظام حكم انسدت فيه الافاق تماما ولا توجد أي مساحة للرأي وبناء البلاد وتحرير الشعب من قبضة الديكتاتورية فقد كنا نرحب ولو بقدر يسير من الانفتاح المتدرج وكنا نتطلع اليه كمعارضة إذا فتحت النوافذ وبرز حراك مجتمعي وسياسي فيه فسحة من الحريات ولو ( قليلة ما كان عندنا مانع ) – مثلا نستطيع ان نقول – مع الفارق في الحالة السودانية ان هناك حراكا وتحولات وانتقال الامر الذي يتيح للمعارضة السودانية من التعاطي مع واقعها في مواجهة الحكومة .. في ارتريا هذا غير متوفر بل غير موجود اطلاقا ولا يظهر في الافق أي مؤشر  يمكن ان نتعاطي نحن معه هناك تقاطعات مصالح للمعارضة مع القوي الاقليمية في المنطقة نحن ننشد التغيير ونعمل له ونحاول استثمار الظروف لصالح أهدافنا لكن كذلك محتاجون لدراسة المعادلة والموازنة التي أشرت إليها بقدرتنا علي تحقيق غاياتنا  المنشودة وتوظيف الدعم الخارجي بما يؤمن وحدة الدولة والشعب وتحقيق مصالح أهلنا دون حروب أو حدوث انفجارات او دفع ثمن فاتورة تأتي علي حساب مصالحنا او تطلعات شعبنا نحن ندرك ذلك تماما وواعون لكل المخاطر في هذا الشأن ..

هل جرت أي وساطات من قوي اقليمية بينكم كمعارضة ونظام الرئيس اسياسي أفورقي ؟

وساطة معلنة غير موجودة لكن من الواضح ان المعلن من قبل النظام انه لا يعترف بنا كمعارضة وخلافه معنا اتخذ منحي ايدلوجيا أكثر من كونه خلافا سياسيا  من ناحية تمسكه بالديمقراطية واطلاق التعددية السياسية والحزبية فاسياسي أقورقي ينظر لقضايا الحريات من منطلق متعسف ويراها مدخلا لتفكيك الدول والشعوب وهذه النظرة تصعّب من تعاطي النظام الحاكم وتفاعله مع هذه المسائل ... المهم في هذا الصدد ان هناك مجرد محاولات خجولة من قبل السودان في وقت مضي قبل حظر نشاط المعارضة الارترية كان هناك حديث يدور لقيادة وساطة تزامنت مع تسوية مشكلة الشرق لكن علمنا ان الباب أوصد تماما امامها بحجة ان اسياسي افورقي قال ان ذلك يعد تدخلا في الشئون الداخلية لارتريا في حين نجد انه يدخل انفه في كل مشاكل السودان ...هذا مع العلم اننا كمعارضة أعلنا أكثر من مرة استعدادنا للدخول في اي عملية حوار مع النظام وكنا نري انه ولو عن طريق تحول ديمقراطي متدرج ليس لدينا مانع حتي نستطيع ان نجنب بلادنا أي مخاطر للتغيير المفاجئ ...

كنتم من قبل تقدمون الخيار العسكري والنشاط المسلح ( والعمل الجهادي ) كخيار في مواجهة نظام أسمرا لكن لاحقا ظهر خيار العمل السلمي والمعارضة المدنية السياسية هل هذا التحول جاء نتيجة لرأيكم في العمل الجهادي وتحفظكم حوله حاليا ام لاعتبارات أخري بالضبط ما الذي حدث حتي تخليتم عن الجهاد والقتال ؟

عموم المعارضة وغالب تنظيماتها ومن خلال مؤتمراتها ورؤيتها تؤمن بالاخذ بكافة الوسائل المتاحة وليس هناك حجر في استخدام أي آلية لإزاحة النظام ولا يوجد أي تحفظ في استخدام الكفاح المسلح أو المعارضة من خلال العمل السلمي كل يسهم بدوره وجهده ومن حق من يمتلك السلاح ان يقاتل لنيل حقوقه واسترداد الحريات ورد المظالم ونحن لن نقول ان هناك أزمة أو إشكالية في قضية الوسائل ( سلمية او مسلحة ) لكن الاشكال في ان هناك عجزا في تطوير هذه الاليات فمثلا من استخدم الخيار العسكري لم يطوّر هذه الوسيلة بحيث تصبح فاعلة لجهة الضغط علي النظام بما يؤدي لترنحه وسقوطه  او فقد قوته واجباره علي النزول لخيار التفاوض ... ومن استخدم الوسائل السلمية لم يستطع النجاح بقدر كبير للفت أنظار الشعب إليه للتفاعل معه والانحياز له بشكل كامل فكان هناك عجزا في قدرتنا لتطوير الخطاب وبلورة رؤية سلمية واضحة للتغيير في هذا الاطار هذه هي المشكلة ... نحن بالنسبة لنا في المؤتمر الاسلامي الارتري رجحنا ان الاولوية الآن لصالح كفّة العمل السلمي وجاء هذا الترجيح نتيجة لقراءة متأنية للواقع علي المستوي المحلي والاقليمي في منطقة البحر الاحمر والقرن الافريقي الذي يمر بوضع استثنائي خطير يجعل معه خيار العمل المسلح تترتب عليه الكثير من الاضرار والمفاسد وشعرنا ان البلد الذي كنا ننطلق منه وقتها وهو السودان يتجه لتسوية سياسية ويريد تهدئة الاوضاع مما تصعب مع هذا الواقع أي خيارات عسكرية تنطلق من السودان وكذلك الحال بالنسبة لاثيوبيا ولهذا نحن قدرنا ان نعطي الاولوية للعمل السلمي المعارض مع التامين علي استخدام كافة الوسائل لمواجهة النظام ...لكن نري ان المهم هو تطوير فلسفة العمل السلمي خصوصا يجب ان نتصور اننا في افريقيا وهي قارة لا زالت تحكم بعض مناطقها الحروب ونحن لا نريد ان نقدم علي خيار يؤدي الي احتقانات تنعكس سلبا علي الواقع في المنطقة ما يهمنا اننا نري ان هناك مشكلة في تطوير آليات العمل المعارض ولا بد من معالجة ذلك هنا يكمن التحدي ..

كان هناك دعما دوليا كبيرا خلال مرحلة الكفاح المسلح لكن وضح ان الدعم توقف في رأيكم ما هي أسباب توقف الدعم لصالح القضية الارترية ؟

طبعا قبل التحرير كان الدعم لصالح الشعب الارتري لان البلاد كانت محتلة وهناك قضية مشروعة ومعترف بها  حتي من قبل الامم المتحدة كذلك كان هناك معسكر شرقي وآخر غربي مما أتاح وفتح فرصا أكبر للدعم وتمويل المعارضة ومساندة الثوار لكن حدثت متغيرات عالمية انتهت بوجود نظام وقوة غربية وبالتالي ظهور خارطة جديدة محكومة بقطب واحد لا يسمح بأي حركة إلا بإذنه ولا بتحرك مضاد للانظمة الموجودة والحليفة له خاصة تلك التي جاءت تحت رعايته او الموجودة تحت حمايته فتحرير ارتريا كان تحت رعاية أمريكية ما في ذلك شك واستمرار النظام في أسمرا كان بحماية امريكية كذلك الدول العربية والاسلامية مثلا فهي لا تستطيع الان تقديم الدعم مباشرة للمعارضة لانها تخشي غضب امريكا هذا من جهة ومن جهة ثانية فان الدول العربية تري ان ارتريا قد استقلت واصبحت دولة وبالتالي يصبح من الصعب تقديم الدعم للمعارضة لان هذا الامر ستكون له حساسية هذا إذا أخذنا في الاعتبار ان كثيرا من دول المنطقة لا تعتبر ان الديمقراطية أولوية وان التعاطي مع ارتريا يتم وفقا لمصالحها وليس لصالح المعارضة أضف لذلك اندلاع الصراع بين ارتريا واثيوبيا في العام 2000م وجدت ارتريا ان المحيط الذي يتقبلها هو المحيط العربي والاسلامي ففي السابق كان لارتريا رؤية رافضة للتعامل مع العرب والمسلمين وان اسرائيل أفضل لها من العالم العربي لكن بعد الحرب حدث تحول من النظام في اتجاه الدول العربية والاسلامية وهذا أحدث في المقابل تجاوبا من تلك الدول تجاه النظام في اسمرا وتطور الامر بعد الاجتياح الاثيوبي للصومال الامر الذي ترك تعاطفا من الدولالعربية  مع الصومال باعتباره رقعة جغرافية اسلامية واعتبار دخول اثيوبيا للصومال خطأ استراتيجي  جعل الدول العربية والاسلامية تنحاز لارتريا التي حاولت ان تدير معركة مع اثيوبيا بالوكالة دفاعا عن الصومال ...

ألا يمكن اعتبار ان احداث الـ( 11) من سبتمبر قد ألقت بظلال سالبة علي مسيرة الجهاد بارتريا خاصة وان معظم الدعم المالي كان يأتي للثوار الارتريين من الدول والمنظمات الاسلامية ؟

بالتاكيد تركت أحداث الـ(11) من سبتمبر تأثيرات علي الواقع ما في ذلك شك وان الضرر ضرب المؤسسات الاسلامية الداعمة حيث حوصر الممولون والداعمون وأثر ذلك علي النشاط الجهادي والحركات المسلحة لكن بدا ان الحركة الاسلامية الارترية بكافة فصائلها تعاملت مع هذا الملف بوعي كبير وتفاعلت مع الحراك السياسي في المنطقة بكافة تعقيداته وتشابك قضاياه بتعقل جعلها في مأمن فلو خرجت عن الطوق يمكن ان تلاقي مصيرا آخرا لكنها أرادت الارتباط في حراكها بكافة انواعه وأشكاله مع المنظمومة الاقليمية بحسابات فيها الكثير من الوعي والادراك جعلها تجنب المنطقة الكثير من المزالق ..

لكن مع ذلك نجد ان الخيارت اصبحت ضيقة وضعيفة أمام المعارضة الارترية التي فشلت في إزاحة النظام حتي الان ؟

انت لا تستطيع ان تقول ان المعارضة فشلت فلا زال الوقت مبكرا وأمامنا العديد من الخيارات والكثير من البدائل فنحن الان نسعي للخروج من حالة التخندق الحزبي الي تعبئة الراي العام بالداخل والخارج ومخاطبة الجاليات برؤي جديدة وتصورات نتجاوز بها اخفاقات الماضي وصولا لخلق جبهة عريضة وشاملة فمنذ عام أي من يوليو الماضي كنا نفكر في إيجاد معارضة شعبية حيث عقدنا مؤتمرا للحوار الوطني الغرض منه تجميع معارضة جماهيرية وشعبية تستوعب كافة المكونات من ادارة اهلية ومجتمع مدني ووجهاء واعيان بجانب القوي الحزبية والسياسية والخروج من حالة الفوقية نزولا للقواعد والشعب وتشكلت في ملتقي الحوار الوطني المفوضية الوطنية الارترية للتغيير الديمقراطي وهي شراكة جديدة بين المجتمع المدني والشعب بكافة قواه وتنظيمات التحالف والقوي خارج منظمومة التحالف والهدف من ذلك كله الوصول خلال عام الي مؤتمر حوار وطني جامع وشامل نسعي عبره لخلق معارضة لها شرعية جماهيرية وشعبية تخرج من الشتات ليكون لها مجلس وطني منتخب يقود التغيير وتنظيم العمل المعارض بشكل جديد يستطيع تسويق نفسه علي الصعيد الداخلي وسط الشعب والخارجي علي مستوي الجاليات في دول اروبا واستراليا والمنطقة العربية نتجاوز به الاطار الحزبي إلي جبهة مفتوحة بشكل أوسع  وبالتالي نستطيع الضغط علي النظام بآليات جديدة لها شرعية وفاعلية وقوة شعبية او علي الاقل نجبر النظام علي تعديل سلوكه خاصة وان الكثير من الكروت والاوراق لا زالت بيدنا وفي صالحنا والتحدي في قدرتنا علي اللعب بها بحيث نحقق أهدافنا ونعيد للشعب حقوقه وكرامته وحريته ... 

 

 

 
13/11/2010
Print this page.
http://www.al-massar.com