هل ينصف المجتمع الدولي الشعب الإرتري هذه المرة؟ :

نقلاً من صفحة الدكتور حسن سلمان:

من المعلوم أن النظام الدولي القائم الآن نشأته مرتبطة بالحرب العالمية الثانية وان المنتصرين فيها اعتلوا قمة الهرم العالمي ورتبت الهياكل والمؤسسات والنظم بما يحفظ للكبار مصالحهم وبالتالي علينا ألا نتصور أن منطق القيم والمبادئ المحققة للعدالة هي من يحرك تلك المؤسسات وخاصة نحن نختزن في ذاكرتنا التاريخية أننا كنا ضحايا هذه المؤسسات الدولية ودفع شعبنا الثمن غاليا من الأنفس والأموال في حرب استمرت ثلاثين سنة والمجتمع الدولي لم يفتح الله عليه بالنظر في القرار الأممي الذي ربط إرتريا بإثيوبيا فدراليا وخاصة بعد أن الغي القرار من طرف واحد وتم احتلال إرتريا وكانت مقولة وزير الخارجية الامريكي هي الفاعلة ( المبادئ تقتضي استقلال إرتريا ولكن المصالح تأبى ذلك ) وظلت الرؤية الأمريكية على حالها لم تتغير حتى لحظة سقوط النظام الإثيوبي وسيطرة القوات الإرترية على اسمرا وحينها تعاملت الإدارة الأمريكية مع الأمر الواقع وظلت طوال الوقت صامتة على الانتهاكات الحقوقية وذلك لحاجتها الماسة للنظام في التوظيف الإقليمي وخاصة مواجهة السودان في التسعينيات ثم حصلت الحرب الأثيوبية الإرترية ومعها بدأت موجة جديدة في التحرك الدولي وكان الأساس في هذا التحرك هو اتهام النظام بمساندة حركة الشباب المجاهدين في الصومال وسيطرته على بعض الأراضي الجيبوتية وبناء على ذلك تم فرض عقوبات على النظام وكان الشعب الإرتري يتساءل لماذا يتجاهل المجتمع الدولي الوضع الداخلي والانتهاكات الكبيرة فيه ولكن جاءت الآن الفرصة مواتية لطرح الإنتهاكات الحقوقية في الأمم المتحدة وإمكانية تحويلها لمجلس الأمن والجنائية الدولية وكان ذلك مبعث الأمل لدى هذا الشعب الذي عانى من ظلم النظام الدولي كما عانى من الاحتلال الإثيوبي وتجسد ذلك في التفاعل الكبير والمظاهرات العارمة المؤيدة لقرارات لجنة حقوق الإنسان وهو يتساءل في نفسه هل يمكن للمجتمع الدولي أن ينصفنا هذه المرة ويأخذ بأيدي المجرمين لتحقيق العدالة المفقودة أم أنها ستكون جزءا من مسلسل المكر والكيد السياسي الذي ينتهي في الدهاليز بتقديم النظام التنازلات المطلوبة لتحقيق مصالح الكبار ويبقى الشعب المسكين يعيش معاناته كما هي بل أشد ؟؟؟

https://www.facebook.com/Dr.Hassensalman

 

 
29-06-2015
Print this page.
http://www.al-massar.com